البلازما الغنيّة بالصفائح الدموية للحفاظ على شباب البشرة

هل تعانين من بشرة باهتة، متعبة، جافّة؟ إليكِ الحلّ الواعد: سيروم البلازما الغنيّ بالصفائح الدمويّة PRP، وهو الحلّ الفعّال للحفاظ على شباب بشرتكِ. لكن ما هو سرّه؟ وماذا عن الدراسات السريريّة الخاصّة به والتشريعات المتعلّقة باستخدامه؟ كلّ هذه التساؤلات يوضحها جرّاح التجميل الدكتور François Niforos.

هي مادّة ذات مصدر ذاتيّ (تُستخرج من دم الشخص نفسه)، يتمّ الحصول عليها من خلال سحب عيّنة من الدمّ، تماماً كما يحدث عند إجراء تحليل دم في المختبر.

على غرار الخلايا الجذعيّة، تُعدّ البلازما الغنيّة بالصفائح الدمويّة من العناصر الأكثر أهميّة في الطبّ المستقبليّ. تُستخرج هذه البلازما من الجسم ويُعاد حقنها على مستوى الجروح المختلفة، فتساعد على التئامها وتحفّز عمليّة تجدّد الأنسجة بطريقةٍ طبيعيّة وفعّالة. تعود هذه الخصائص الرئيسيّة التي تمتاز بها إلى نسبة التركيز العالية بالصفائح الدمويّة من جهة (وهي نسبة أعلى بحوالي 5 مرات من نسبة تركيز الصفائح في الدم)، وإلى عوامل النمو المتعدّدة التي تحتوي عليها من جهةٍ أخرى. مع ذلك، نحن بحاجة اليوم إلى دراساتٍ سريريّة للتحقّق من فعاليّتها وحالة النماذج الخاصّة بها.

لا يزال استخدام البلازما الغنيّة بالصفائح الدمويّة في مرحلته التجريبيّة لأنّنا لا ندرك تماماً تركيبتها. لتكون النتائج فعّالة، هل ينبغي حقن البلازما التي تحتوي على نسبة صفائح أكثر بمرّتين، 4، 6 أو 8 مرّات من تلك التي يحتوي عليها الدم؟ الواقع أنّه لا يمكننا الإجابة عن هذا السؤال. ما هو العائق الأساسيّ؟ تنوّع مجموعة أدوات الطرد المركزيّ التي تُستخدم لفصل البلازما بعد سحب عيّنات الدم، واختلاف خصائصها وطريقة العمل الخاصّة بكلٍّ منها. هذا التنوّع يؤدّي في نهاية المطاف إلى اختلاف النتائج النهائيّة، فبحسب الأدوات المستخدمة، يختلف عدد الصفائح في البلازما المستخرجة. بالتالي، تتنوّع نسبة تركيز البلازما الغنيّة بالصفائح الدمويّة مع تنوّع مجموعة الأدوات المستخدمة.

بالطبع! فقد بدأ الأطبّاء فعليّاً باستخدام آلاتٍ متطوّرة تسمح بإجراء تحليلٍ دقيق للبلازما الغنيّة بالصفائح الدمويّة. كما شكّل البروفيسور Guy Magalon وفريق عمله، فريق بحثٍ تمكّن، وللمرّة الأولى، من وضع برنامج قابل للمحاكاة وضمان النتائج نفسها، وذلك في مجال استخدام البلازما الغنيّة بالصفائح الدمويّة لعلاج الصلع لدى النساء.

في الولايات المتحدة وأوروبا، يستخدمها جرّاحو العظام وأطبّاء الرياضة منذ سنواتٍ عدّة لمعالجة إصابات الأوتار وتحسين عمليّة التئام الجروح. وتطال فوائد هذه الحقن مجالات أخرى مثل جراحة القلب، زرع الأسنان ومعالجة أمراض الروماتيزم.

كثيراً ما تُستخدم البلازما الغنيّة بالصفائح الدمويّة في الجراحة التجميليّة، خصوصاً بعد عمليّات شدّ الوجه، لتسهيل التئام الجروح وبالتالي تقليص الوقت المطلوب للانتعاش. ويمكن أن تُستخدم أيضاً مع حقن الدهون المستخرجة من الجسم لزيادة فعاليّتها وكأنّها سمادٌ طبيعيّ. وعند اقتران حقن الدهون بالبلازما الغنيّة بالصفائح الدمويّة، يمكن زيادة نسبة الدهون المستخدمة إلى 65% مقارنة مع 50% في حال عدم استخدام هذه البلازما.

تطلق حقن البلازما الغنيّة بالصفائح الدمويّة عمليّة بيولوجيّة، وهي تؤثّر على كلّ عنصرٍ من عناصر البشرة. والدليل: احمرار البشرة في نهاية الجلسة. الواقع أنّ هذا الاحترار المؤقّت ناجم عن غنى الصفائح بمركّب الهستامين الذي يزيد تدفّق الدمّ بشكلٍ ملحوظ، ويعزّز الأوعية الدمويّة في الأنسجة. بعد ذلك، تبدأ عوامل النمو تدريجيّاً بتحفيز عمليّة إنتاج الكولاجين والإيلاستين، ممّا يعيد تنشيط البشرة. النتيجة: بشرة ناعمة، منتعشة، نضرة ومشرقة.

يسحب الطبيب عيّنة دمويّة من الذراع، ويضعها في أداة طردٍ مركزيّ ذات استخدامٍ واحد لفصل البلازما عن باقي العناصر. تسمح الكميّة المستخرجة بمعالجة الوجه بكامله مرّةً واحدة، ثمّ يستخدم حقن الميزوثيرابي الدقيقة لحقن البلازما في المناطق المرجوّة (الوجه، الهالات السوداء، الرقبة، الجيد، اليدين). تستغرق هذه العمليّة بكاملها ساعةً واحدة. لتعزيز الفوائد والحصول على نتائج تدوم طويلاً، غالباً ما يضيف الطبيب حقن البلازما الغنيّة بالصفائح الدمويّة إلى العلاج الشامل لمكافحة شيخوخة البشرة الذي يتضمّن جلسات تقوم على استخدام الصمّام الثنائيّ الباعث للضوء (LED)، أو ثاني أكسيد الكربون المجزّأ. الوتيرة الأفضل هي جلستان أو 3 جلسات، يفصل بين الجلسة والأخرى ما بين شهرٍ و3 أشهر، مع جلسة أو جلستين سنويّاً للحفاظ على النتائج.

منذ أواخر العام 2013، منعت المديريّة العامّة للصحّة في فرنسا حَقن الصفائح الذاتيّة، إلاّ في حال استخدامها لأغراضٍ علاجيّة. وقد اتّخذت هذا التدبير لأسبابٍ تتعلّق بالسلامة الصحيّة، إذ ينبغي أن تُستخدم هذه الحقن في أماكن تضمن أعلى معايير النظافة والسلامة الصحيّة وليس في العيادات الطبيّة، وهذه المواصفات لا يراعيها الجرّاحون إلاّ في غرف العمليّات.

في المستقبل، يمكن أن تحلّ البلازما الغنيّة بالصفائح الدمويّة مكان العديد من العلاجات التقليديّة المستخدمة حاليّاً. في طبّ التجميل، تشكّل البلازما الحلّ البديل للكثير من النساء ولا سيّما أولئك اللواتي يحجمن عن فكرة استخدام حُقن من جزيئاتٍ غريبة، وأولئك اللواتي يرغبن في الحفاظ على بشرة نضرة ومشدودة خلال مرحلة انقطاع الطمث، من دون اللجوء إلى العلاج بالهرمونات البديلة لإبطاء شيخوخة البشرة والشعر.